صحتنا النفسية في العمل - بقلم مروة مجادلة بدران

شارك:  

صحتنا النفسية في العمل - بقلم مروة مجادلة بدران

10 Oct 2021
يصادف 10.10 من كل عام ذكرى اليوم العالمي للصحة النفسية. في هذا المقال سأتطرق به عن الصحة النفسية وعلاقتها بالعمل وتأثيرها علية وعلى الموظف أو المدير أو صاحب المؤسسة.
ماذا نعني بمشاكل الصحة النفسية؟
مشاكل الصحة النفسية تتمثل بعدم قدرة الموظف أو الشخص على ايجاد التوازن بين العوامل الخارجية المحيطة به (العمل ، التزامات اجتماعية، العائلة) وبين العوامل الداخلية الذاتية ( قدرة التأقلم /التكيف/ التعامل/ تغيير). 
ماذا نعني بتوفير   الصحة النفسية في العمل؟ 
أن تعريف الصحة النفسية في مكان العمل هي قدرة الموازنة ما بين العمل (الذي يشمل بيئة العمل وقوانين المؤسسة) والشخص ذاته (طرقه/قدرته على التفكير /التكيف/ التعامل) التي تعد كأدوات وآليات تمكّن الموظف/ الشخص من التعامل مع الحيثيات والمواقف المركبة. 
ما هي بيئة العمل الصحيحة والسليمة؟  بيئة العمل الصحية تتوفر للموظف من خلا ثلاثة معايير ضرورية اساسية:
•    الثقة: ان يكون الموظف يثق في المؤسسة والعكس  
•    الاحترام: ان يُحترم من قبل المؤسسة ويَحترمها
•    التقبل: أن يكون مقبول من قبل طاقم العمل والمدراء 
إضافة لهذه المعايير الأساسية هناك دراسات في السنوات الأخيرة تشير الى جوانب ومعايير إضافية مهم أن تتوفر في بيئة العمل مما يتناسب مع أجيال الموظفين، مثلا: 
•    دمجه واثراء وظيفته بمجالات تثير اهتمامه في المؤسسة وخارج نطاق وظيفته 
•    اشراكه باتخاذ القرار 
•    اتاحة امكانية العمل عن بعد ليوم واحد يختاره خلال الأسبوع 
•    الاهتمام بأموره الشخصية من قبل المدير المباشر 
وغيرها من جوانب أخرى لأهمية  بيئة العمل التي تلعب دورا مهما في حياة الموظف وبالتالي تؤثر على حياته الخاصة وعلى انتاجيته في العمل.
كيف يؤثر سلبا عدم تواجد بيئة صحية في العمل؟  دراسات عديدة تشير الى انعكاسات سلبية على حياة الموظف بعدم توفر البيئة السليمة في العمل، تظهر من خلال عوارض صحية عديدة التي تؤثر على سير حياته اليومية من خلال:
•    زيادة ضغط الدم.
•    التأثير على العلاقات الاجتماعية والأسرية.
•    الاكتئاب والقلق 
•    أرق 
•    انفعالات وغضب سريع
•    اضطرابات في الذكرة كالنسيان
تأثيرات أخرى على أدائه ونهج عمله في المؤسسة: 
•    عدم الالتزام بساعات الدوام وغيابات متكررة بفترات قصيرة
•    عدم الالتزام بقوانين المؤسسة 
•    إنتاجية أقل في العمل
•    دافعية أقل في تواجده ومشاركته باجتماعات العمل الترفيهية والمهنية   
•    اهمال تطوير وتأهيل نفسه 
•    التعامل الفظ مع طواقم العمل 

وغيرها من والعوارض الصحية وتأثيرات أخرى تدعو لأخذ استراحة من العمل والبيئة التي تؤدي لهذه الظواهر، هذه العوارض تكون مؤشر جسدي/ نفسي بأن الشخص/ الموظف يحتاج الى استراحة.
ما هي الطرق التي يمكن ان نتعامل بها مع بيئة العمل السلبية؟
•     تغيير بيئة العمل: المحاولة بأخذ المسؤولية والمبادرة لتغيير هذه البيئة بشكل مهني، ان كنت من أصحاب اتخاذ القرار أو لديك الامكانية بأحداث التغيير.
•    عدم إخفاء المشاعر السلبية: مشاركة مشاعرك مع مديرك الإداري/ صديق قريب يمكن الاعتماد على توجيهاته.
•    استشارة مختص: الاستعانة بمختص لتطوير القدة على التعامل مع الوضع الذي تمر به
•    البحث عن بيئة عمل جديدة: الانسحاب بشكل مهني من العمل من خلال ترك الوظيفة والبحث عن وظيفة أخرى 
هناك ممن ينصح بالتأقلم والتكيف مع الظروف ان لم يكن إمكانية تغيير بيئة العمل، أنا شخصيا لا انصح بهذه الطريقة التي تؤدي بنهاية المطاف الى جعل الموظف كروبوت في عملة يعمل تقنبا ودون شغف، التزامه يكون أقل، عمله يكون أقل نجاعة ويكون موظف مُحبَطا ومُحبِطا بالعمل. 
 

اترك تعليقك هنا